الرضاعة الطبيعية

التهاب الضرع: أسبابه، أعراضه، وعلاجه بطريقة صحيحة

التهاب الضرع

التهاب الضرع (التهاب الثدي)

يُعد التهاب الضرع (أو التهاب الثدي، المعروف باسم mastitis) حالة التهابية تصيب نسيج الثدي لدى الأمهات المرضعات، وغالباً ما تكون مرتبطة بالرضاعة الطبيعية. يحدث عادةً بسبب تراكم الحليب أو دخول بكتيريا إلى الثدي عبر شقوق في الحلمة، مما يؤدي إلى التهاب يمكن أن يكون مؤلماً ومرهقاً. معظم الحالات تكون بكتيرية (infectious mastitis) أو غير بكتيرية (non-infectious)، ويمكن علاجها بفعالية في المنزل مع الاستمرار في الرضاعة، حيث تساعد الرضاعة في تصريف الحليب وتسريع الشفاء. إذا تم تجاهله، قد يتطور إلى خراج يتطلب تدخلاً طبياً. فيما يلي شرح مفصل للأعراض، الأسباب، طرق العلاج، والوقاية.

أنواع التهاب الضرع

  • التهاب الضرع غير البكتيري: ناتج عن احتقان الحليب الشديد أو انسداد قنوات، ويحدث غالباً في الأسابيع الأولى بعد الولادة.
  • التهاب الضرع البكتيري: يحدث عندما تدخل بكتيريا (مثل المكورات العنقودية) عبر شقوق في الحلمة، ويكون أكثر شيوعاً بعد الأشهر الأولى.
  • التهاب الضرع المزمن أو المتكرر: يتكرر لدى بعض الأمهات بسبب عوامل مثل ضعف المناعة أو مشكلات في الرضاعة.

أعراض التهاب الضرع

تبدأ الأعراض عادةً بشكل مفاجئ، وتشمل:

  • ألم شديد في جزء من الثدي، مع تورم واحمرار موضعي.
  • كتلة صلبة أو منطقة ساخنة عند اللمس.
  • حمى مرتفعة (أكثر من 38.5 درجة مئوية) وقشعريرة.
  • إرهاق عام، صداع، وأعراض تشبه الإنفلونزا.
  • ألم أو حرقان أثناء الرضاعة.
  • إفرازات من الحلمة (قيحية في الحالات البكتيرية).

إذا استمرت الأعراض أكثر من 24 ساعة رغم العلاج المنزلي، أو ظهرت حمى شديدة، يجب استشارة الطبيب فوراً لاستبعاد مضاعفات مثل الخراج.

إقرأ أيضا:ماهي كمية الحليب المشفوط التي يحتاجها الرضيع

الأسباب الشائعة والعوامل المساهمة

  • انسداد قنوات الحليب غير المعالج، مما يؤدي إلى احتقان وتراكم الحليب.
  • شقوق أو جروح في الحلمة تسمح بدخول البكتيريا.
  • إفراغ غير كامل للثدي بسبب جدول رضاعة غير منتظم أو التصاق غير جيد.
  • ضغط خارجي على الثدي (حمالة صدر ضيقة، نوم على البطن).
  • إجهاد شديد، نقص النوم، أو ضعف المناعة.
  • استخدام مضادات حيوية سابقة قد تغير توازن البكتيريا.
  • فطام مفاجئ أو تقليل الرضاعة المفاجئ.

علاج التهاب الضرع

الهدف هو تخفيف الالتهاب، تصريف الحليب، ومكافحة العدوى إن وجدت. يُنصح بالاستمرار في الرضاعة أو الشفط، حيث يُعتبر الحليب آمناً للطفل.

  1. الإرضاع المتكرر والفعال:
    • أرضعي من الثدي المصاب أولاً كل ساعة إلى ساعتين، حتى لو كان مؤلماً في البداية.
    • غيري وضعيات الرضاعة لإفراغ جميع المناطق.
  2. التدليك والكمادات:
    • كمادات دافئة قبل الرضاعة لتحفيز التدفق.
    • تدليك لطيف من المنطقة المصابة نحو الحلمة أثناء الرضاعة.
    • كمادات باردة بعد الرضاعة لتقليل التورم.
  3. الراحة والترطيب:
    • خذي راحة كاملة قدر الإمكان (الراحة في السرير مع الطفل).
    • اشربي كميات كبيرة من السوائل.
  4. مسكنات الألم والالتهاب:
    • الإيبوبروفين (بجرعات آمنة أثناء الرضاعة) لتخفيف الألم، الحمى، والالتهاب.
  5. المضادات الحيوية:
    • إذا لم يتحسن الوضع خلال 24 ساعة، أو كانت هناك حمى، يصف الطبيب مضادات حيوية آمنة أثناء الرضاعة (مثل الديكلوكساسيلين أو السيفاليكسين) لمدة 10-14 يوماً.
    • أكملي الجرعة كاملة حتى لو تحسنت الأعراض.
  6. علاج الخراج إذا تشكل:
    • يتطلب تصريفاً طبياً (شفط بالإبرة أو شق جراحي).

معظم الحالات تتحسن خلال 48 ساعة بالعلاج المنزلي، والشفاء الكامل يستغرق أسبوعاً إلى أسبوعين.

إقرأ أيضا:مدة الرضاعة الطبيعية: كم تستغرق الرضعة الواحدة وكم مدة الرضاعة حتى الفطام؟

إرشادات وقائية لتجنب التهاب الضرع

  • أرضعي عند الطلب دون جدول صارم، وتأكدي من إفراغ الثديين كاملاً.
  • عالجي انسداد القنوات فور ظهوره.
  • حافظي على نظافة الحلمة وعلاج الشقوق مبكراً (بكريم لانولين نقي).
  • ارتدي حمالة صدر مريحة وتجنبي الضغط على الثدي.
  • غيري وضعيات الرضاعة بانتظام.
  • حافظي على راحة كافية، تغذية متوازنة، وترطيب جيد.
  • إذا تكرر الالتهاب، استشيري متخصص رضاعة لتقييم التصاق الطفل أو أي مشكلات أخرى.

التهاب الضرع حالة قابلة للعلاج تماماً في معظم الحالات، ولا يجب أن يؤدي إلى التوقف عن الرضاعة الطبيعية. استشيري الطبيب أو متخصص الرضاعة عند الحاجة للحصول على دعم شخصي يضمن استمرار الرضاعة بأمان وراحة.

Views: 3

السابق
الرضاعة الطبيعية: دليل شامل لكل أم جديدة
التالي
انسداد قنوات الحليب: الأسباب، الأعراض، والعلاج خطوة بخطوة