الغيرة بين الإخوة: كيف نتعامل معها بحكمة ونحولها إلى محبة؟

المقدمة

عندما يُرزق الطفل الأول بأخ أو أخت، تبدأ مشاعر مختلطة تظهر على السطح. فبدلاً من أن يشعر بالسعادة، قد يشعر بالغيرة، أو الإهمال، أو حتى العداء. وهنا تبدأ الأم رحلة جديدة من التربية العاطفية والذكية لتقوية العلاقة بين الإخوة، ومنع الغيرة من أن تتحوّل إلى صراع دائم داخل الأسرة.

في هذا المقال في موقع ماميتا، سنأخذكِ في جولة عميقة لفهم أسباب الغيرة بين الإخوة، وطرق التعامل معها بلطف وحكمة، مع نصائح فعالة تُحدث فرقًا كبيرًا في حياة أطفالكِ اليومية.

لماذا يشعر الأطفال بالغيرة من بعضهم؟

الغيرة شعور طبيعي جدًا، وخاصة لدى الأطفال في الأعمار الصغيرة. ومن أبرز أسبابها:

• الخوف من فقدان الحب والاهتمام
  يشعر الطفل الأول أن مكانته مهددة بقدوم المولود الجديد.

• المقارنة بين الإخوة
  عندما يسمع الطفل عبارات مثل “أخوك أذكى”، أو “شوف كيف أختك مرتبة”، يبدأ بالشعور بالنقص.

• التنافس على الألعاب أو الوقت مع الأهل
  الأطفال بطبعهم تنافسيون، وقد يتشاجرون على أقل التفاصيل لجذب الانتباه.

• تفضيل غير مقصود من الأهل
  قد تظنين أن تصرفك عادل، لكن الأطفال حسّاسون جدًا للتفاصيل الصغيرة!

  إقرأ أيضا:طرق تحسين نفسية الطفل

كيف أتعامل مع غيرة طفلي من أخيه أو أخته؟

1.الاستماع لمشاعر الطفل دون حكم

قولي له: “أفهم أنك غاضب لأننا نعتني بأختك كثيرًا، هل تحب أن أحتضنك؟”

2.تخصيص وقت خاص لكل طفل

كل طفل يحتاج إلى وقت “حصري” مع الأم أو الأب. حتى 10 دقائق من اللعب أو الحديث تصنع فرقًا كبيرًا.

3.تجنّب المقارنة تمامًا

استبدلي “أخوك أنظف منك” بـ “أحب أنك تحاول تكون مرتب، استمر”.

4.التركيز على نقاط القوة لكل طفل

“أنت ترسم رائعًا!”، “أختك ممتازة في ترتيب الألعاب!”… هذا يعزز الثقة بالنفس.

5.تشجيع التعاون بدل التنافس

اعملي أنشطة ثنائية مثل تركيب البازل، رسم لوحة مشتركة، أو مسابقة أخوية جماعية.

كيف أعرف أن الغيرة تحوّلت إلى مشكلة تحتاج تدخلًا أعمق؟

• استمرار الشكوى أو الغضب الزائد

• الإيذاء الجسدي المتكرر بين الإخوة

• تراجع في التحصيل الدراسي

• العزلة أو الكآبة لدى أحد الأطفال

في هذه الحالات، يُفضل استشارة أخصائي نفسي للأطفال لمرافقة الأسرة تربويًا.

أفكار لتعزيز المحبة بين الإخوة:

• “وسام الأخ المساعد”: امنحي وسامًا رمزيًا للطفل الذي ساعد أخاه اليوم.

• قراءة قصص عن الأخوة والصداقة.

• إعداد هدية رمزية من الطفل الكبير للصغير عند ولادته (والعكس لاحقًا).

• تنظيم “يوم خاص بالأخوة” فيه نشاط عائلي مشترك.

الخاتمة

الغيرة ليست عيبًا ولا خطرًا، بل فرصة لتعليم طفلك مهارات الحياة العاطفية والاجتماعية. دوركِ كأم هو تحويل هذا الشعور إلى مساحة للتقارب لا للتباعد، وإلى محبة لا منافسة.
بحكمة، واحتواء، وحب صادق… ستكونين الجسر الذي يربط بين قلوب أطفالك

كلمات مفتاحية:

• الغيرة بين الإخوة

• تربية الطفل الأول بعد قدوم المولود الجديد

• التعامل مع غيرة الأطفال

• علاقة الأخوة في الطفولة

• كيف أقوي العلاقة بين أطفالي

• التربية الإيجابية للإخوة

Views: 2