جدول المحتويات
نقص هرمون الذكورة (التستوستيرون)
يُعد هرمون التستوستيرون الهرمون الذكري الرئيسي الذي يُنتج بشكل أساسي في الخصيتين، ويلعب دورًا حاسمًا في تطوير الصفات الجنسية الثانوية، بناء العضلات، كثافة العظام، والوظيفة الجنسية، بالإضافة إلى إنتاج الحيوانات المنوية. يُعرف نقص هذا الهرمون طبيًا باسم قصور الغدد التناسلية الذكرية (Male Hypogonadism)، ويحدث عندما تنخفض مستويات التستوستيرون عن الحد الطبيعي (أقل من 300 نانوغرام/ديسيلتر في معظم الإرشادات الطبية). يصيب هذه الحالة نسبة ملحوظة من الرجال، خاصة مع التقدم في العمر، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالعقم، حيث يُساهم في حوالي 15-25% من حالات عقم الرجال. يُقدم هذا المقال شرحًا مفصلًا للأسباب، الأعراض، التشخيص، التأثير على الخصوبة، والخيارات العلاجية، بناءً على إرشادات طبية موثوقة مثل تلك الصادرة عن جمعية الغدد الصماء ومايو كلينيك.
أسباب نقص هرمون التستوستيرون
ينقسم قصور الغدد التناسلية إلى نوعين رئيسيين بناءً على السبب:
- قصور أولي (Primary Hypogonadism): ينشأ من مشكلة مباشرة في الخصيتين، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج التستوستيرون رغم ارتفاع هرمونات التحفيز من الغدة النخامية (LH وFSH). تشمل الأسباب:
- اضطرابات وراثية مثل متلازمة كلاينفلتر (XXY) أو حذف في كروموسوم Y.
- إصابات أو التهابات في الخصيتين (مثل التهاب الخصية الناتج عن النكاف).
- علاجات السرطان (كيميائي أو إشعاعي) أو إزالة الخصيتين.
- أمراض مزمنة مثل التليف الكيسي أو تراكم الحديد (الهيموكروماتوز).
- قصور ثانوي (Secondary Hypogonadism): يرجع إلى مشكلة في الغدة النخامية أو الوطاء (Hypothalamus)، مما يقلل من إفراز الهرمونات التحفيزية. تشمل الأسباب:
- أورام الغدة النخامية أو اضطراباتها.
- أمراض مزمنة مثل السكري، السمنة، أو فيروس نقص المناعة (HIV).
- استخدام مواد محظورة مثل الستيرويدات الابتنائية.
- التقدم في العمر، حيث ينخفض التستوستيرون تدريجيًا بنسبة 1-2% سنويًا بعد سن الـ30.
عوامل خطر إضافية تشمل السمنة، التوتر المزمن، نقص الفيتامينات (مثل فيتامين D)، والتدخين.
إقرأ أيضا:الضغط النفسي وتأخر الحمل: العلاقة والتأثيرات والحلولالأعراض الشائعة لنقص التستوستيرون
تختلف الأعراض حسب شدة النقص وعمر الظهور، وتشمل:
- انخفاض الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب.
- إرهاق مزمن، اكتئاب، وصعوبة في التركيز.
- فقدان كتلة العضلات وزيادة الدهون، خاصة في البطن.
- نمو الثديين (التثدي) وفقدان شعر الجسم.
- هشاشة العظام وانخفاض كثافة العظام.
- اضطرابات النوم والهبات الساخنة (مشابهة لأعراض انقطاع الطمث عند النساء).
في حالات الظهور المبكر (قبل البلوغ)، قد يؤدي إلى تأخر البلوغ أو نمو غير كامل للأعضاء التناسلية.
علاقة نقص التستوستيرون بالعقم
يلعب التستوستيرون دورًا أساسيًا في عملية إنتاج الحيوانات المنوية (Spermatogenesis)، حيث يحفز خلايا سيرتولي في الخصيتين على دعم نضج الحيوانات المنوية. نقص الهرمون يؤدي إلى:
- انخفاض عدد الحيوانات المنوية (Oligospermia) أو غيابها (Azoospermia).
- ضعف جودة الحيوانات المنوية (حركة أو شكل غير طبيعي).
- يُساهم في حوالي 15-40% من حالات عقم الرجال، خاصة في القصور الثانوي.
ومع ذلك، لا يسبب نقص التستوستيرون عقمًا مطلقًا دائمًا، حيث يمكن لمستويات منخفضة نسبيًا أن تكفي لإنتاج بعض الحيوانات المنوية. كما أن استخدام بدائل التستوستيرون الخارجية (TRT) يفاقم العقم مؤقتًا بتثبيط إنتاج الحيوانات المنوية.
التشخيص
يبدأ التشخيص بقياس مستويات التستوستيرون في الدم صباحًا (حيث تكون أعلى)، مع تكرار القياس للتأكيد. يشمل الفحوصات الإضافية:
إقرأ أيضا:الإبرة التفجيرية: ما هي؟ وكيف تعمل؟ ومتى يحدث الحمل بعدها؟- قياس LH وFSH لتحديد النوع (أولي أم ثانوي).
- تحليل السائل المنوي لتقييم الخصوبة.
- فحوصات إضافية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي للغدة النخامية أو فحص الكروموسومات.
خيارات العلاج وتأثيرها على الخصوبة
يعتمد العلاج على السبب والرغبة في الإنجاب:
- علاج بدائل التستوستيرون (TRT): عبر جل، حقن، لاصقات، أو حبيبات تحت الجلد. يحسن الأعراض بسرعة (4-6 أسابيع)، لكنه يقلل إنتاج الحيوانات المنوية، لذا يُمنع إذا كان الهدف الإنجاب.
- علاجات تحافظ على الخصوبة: مثل الكلوميفين (Clomiphene) أو مثبطات الأروماتاز، أو حقن hCG وFSH لتحفيز الإنتاج الطبيعي.
- علاج السبب الأساسي: جراحة للأورام أو تعديل نمط الحياة (فقدان الوزن، رياضة، نظام غذائي غني بفيتامين D والزنك).
في حالات العقم الشديد، تلجأ التقنيات المساعدة مثل التلقيح الصناعي أو أطفال الأنابيب.
نصائح وقائية وإدارة الحالة
- الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة بانتظام.
- تجنب الستيرويدات الابتنائية والتدخين.
- فحص دوري لمستويات الهرمون بعد سن الـ40 أو عند ظهور أعراض.
- استشارة متخصص في أمراض الذكورة أو الغدد الصماء مبكرًا.
في الختام، نقص هرمون التستوستيرون حالة قابلة للتشخيص والعلاج في معظم الحالات، ويمكن السيطرة عليها لتحسين الخصوبة والجودة الحياتية. يُنصح بشدة باستشارة طبيب متخصص لتقييم الحالة الفردية وتجنب العلاج الذاتي، الذي قد يفاقم المشكلة.
إقرأ أيضا:قصور الغدد التناسلية عند النساء: الأسباب، الأعراض، والعلاجالأسئلة الشائعة (FAQ)
1. هل نقص التستوستيرون يمنع الحمل نهائيًا؟
لا، ولكنه يقلل فرص الحمل إذا لم يُعالج.
2. هل يؤثر التستوستيرون الصناعي على الخصوبة؟
نعم، يوقف إنتاج الحيوانات المنوية مؤقتًا.
3. متى أعمل تحليل التستوستيرون؟
صباحًا بين 8–10 صباحًا للحصول على أدق نتيجة.
4. هل يمكن رفع التستوستيرون طبيعيًا؟
نعم، عبر خسارة الوزن والرياضة والمكملات.
5. هل كل انخفاض في التستوستيرون يسبب عقمًا؟
ليس دائمًا، يعتمد على مدى الانخفاض وتأثيره على الحيوانات المنوية.
Views: 1
