رعاية ما قبل الولادة

النزيف المهبلي أثناء الحمل: دليل شامل حول الأسباب والمخاطر والإرشادات

العرض الدموي أثناء الحمل

النزيف المهبلي أثناء الحمل

يُعد النزيف المهبلي أثناء الحمل أمراً شائعاً يثير قلقاً كبيراً لدى النساء الحوامل، حيث يحدث في حوالي 15-25% من الحالات في الثلث الأول، وقد يكون خفيفاً أو غزيراً. بعض الحالات تكون حميدة، بينما أخرى تشير إلى مشكلات خطيرة تهدد صحة الأم أو الجنين. يؤكد هذا المقال على ضرورة استشارة الطبيب فوراً عند حدوث أي نزيف، مع الاستناد إلى إرشادات منظمات طبية متخصصة.

أسباب النزيف المهبلي حسب مرحلة الحمل

تختلف الأسباب الشائعة للنزيف حسب الثلث من الحمل:

  1. في الثلث الأول (الأسابيع 1-12):
    • نزيف الانغراس: يحدث عند انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم، ويكون خفيفاً ووردياً أو بنياً.
    • الإجهاض المهدد أو الفعلي: أكثر الأسباب شيوعاً، يصاحبه ألم بطني في كثير من الحالات.
    • الحمل خارج الرحم: حالة طارئة تهدد الحياة، تصاحبه ألماً شديداً ونزيفاً داخلياً محتملاً.
    • الحمل العنقودي: نمو غير طبيعي للأنسجة المشيمية.
    • تغيرات في عنق الرحم أو عدوى مهبلية.
  2. في الثلث الثاني (الأسابيع 13-26):
    • انزياح المشيمة (Placenta Previa): تغطية المشيمة لعنق الرحم جزئياً أو كلياً.
    • انفصال المشيمة المبكر: انفصال المشيمة عن جدار الرحم.
    • عدوى أو التهابات مهبلية.
    • قصور عنق الرحم.
  3. في الثلث الثالث (الأسابيع 27 فصاعداً):
    • انزياح المشيمة أو انفصالها.
    • بداية المخاض المبكر أو الولادة.
    • تمزق الأوعية الدموية الجنينية (Vasa Previa).
    • تغيرات في عنق الرحم استعداداً للولادة.

مخاطر النزيف المهبلي على الأم والجنين

  • على الجنين: زيادة خطر الإجهاض في الثلث الأول، الولادة المبكرة، انخفاض الوزن عند الولادة، أو مشكلات تنفسية لدى الرضيع. في الحالات الشديدة مثل انفصال المشيمة، قد يؤدي إلى نقص الأكسجين أو وفاة الجنين.
  • على الأم: فقدان دم غزير يؤدي إلى فقر دم، صدمة، أو نزيف حاد أثناء الولادة. في حالات مثل الحمل خارج الرحم، قد يحدث تمزق يهدد الحياة.

تشير الدراسات إلى أن النزيف في الثلث الثاني أو الثالث يرتبط بزيادة خطر الولادة المبكرة والحاجة إلى دخول وحدة العناية المركزة للرضع.

إقرأ أيضا:خطورة مبيض الوجه أثناء الحمل

إرشادات المنظمات الطبية الرئيسية

  • يجب الاتصال بالطبيب فوراً عند حدوث أي نزيف مهبلي، مهما كان خفيفاً.
  • في الثلث الأول: إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية وقياس هرمون الحمل (β-hCG) لاستبعاد الحمل خارج الرحم أو الإجهاض.
  • في الثلث الثاني والثالث: مراقبة نبض الجنين، تجنب الجماع أو الجهد الشديد، وقد يتطلب الأمر دخول المستشفى أو ولادة قيصرية في حال انزياح المشيمة.
  • لا يُنصح باستخدام الفوط الداخلية (التامبون) أثناء النزيف، بل الفوط الخارجية لمراقبة الكمية.
  • في الحالات الطارئة (نزيف غزير مع ألم شديد أو دوار): التوجه إلى الطوارئ فوراً.

متى يجب طلب المساعدة الطبية الفورية؟

استشيري الطبيب أو توجهي إلى الطوارئ إذا صاحب النزيف:

  • ألماً شديداً في البطن أو الظهر.
  • نزيفاً غزيراً يبلل الفوطة بسرعة.
  • إفرازات تحتوي على أنسجة أو جلطات.
  • دواراً، إغماءً، أو حمى.
  • انخفاض حركة الجنين في الثلث الثاني أو الثالث.

نصائح للتعامل مع النزيف أثناء الحمل

  • الراحة التامة وتجنب الجهد البدني الشديد أو الجماع حتى استشارة الطبيب.
  • مراقبة كمية ولون النزيف باستخدام فوط صحية خارجية.
  • الحفاظ على ترطيب الجسم وتناول نظام غذائي متوازن.
  • تجنب الأدوية أو المكملات دون استشارة طبية.

في الختام، على الرغم من أن بعض حالات النزيف المهبلي أثناء الحمل تكون حميدة ولا تؤثر على استمراره، إلا أن أي نزيف يتطلب تقييماً طبياً فورياً لاستبعاد المضاعفات الخطيرة. تؤكد الإرشادات الطبية على أهمية المراقبة الدقيقة لضمان سلامة الأم والجنين. استشيري طبيبك المختص لتقييم حالتك الشخصية، وراجعي مصادر موثوقة لمزيد من التفاصيل.

إقرأ أيضا:التهاب المسالك البولية أثناء الحمل

Views: 0

السابق
تناول مضادات الاكتئاب أثناء الحمل: قرار متوازن بين الصحة العقلية للأم وسلامة الجنين
التالي
استخدام الحبوب المنومة أثناء الحمل: دليل شامل حول الأمان والمخاطر والإرشادات