اسباب رأس الرضيع المخروط

يُعد شكل الرأس المخروطي عند الرضيع، المعروف طبيًا باسم تشوه الرأس التشكيلي أو الرأس الممدود (المعروف أيضًا بـ”الرأس المخروطي” أو “القولبة الرأسية”)، حالة شائعة جدًا لدى الرضع حديثي الولادة، حيث يأخذ الرأس شكلًا ممدودًا أو مخروطيًا مؤقتًا. يحدث هذا في حوالي 20-30% من الولادات الطبيعية، ويُعتبر في معظم الحالات أمرًا طبيعيًا يتحسن تلقائيًا خلال أسابيع أو أشهر قليلة. لا يؤثر عادةً على نمو الدماغ أو الذكاء، لكنه يثير قلق الآباء. في هذا المقال، نوضح أسباب رأس الرضيع المخروطي، أنواعه، متى يتحسن، ومتى يجب استشارة الطبيب.

أسباب رأس الرضيع المخروطي الرئيسية

يحدث تشوه الرأس المخروطي بشكل أساسي بسبب مرونة عظام جمجمة الرضيع، التي تكون غير ملتحمة تمامًا لتسمح بمرور الرأس عبر قناة الولادة. الأسباب الرئيسية تشمل:

الولادة الطبيعية: أكثر الأسباب شيوعًا، حيث يتعرض رأس الرضيع لضغط قوي من عضلات الرحم وعظام حوض الأم أثناء المخاض، مما يؤدي إلى تداخل مؤقت في لوحات الجمجمة وتشكيل مخروطي.
الوضعية داخل الرحم: إذا كان الجنين في وضعية غير مثالية (مثل الرأس لأسفل مع ضغط على جانب واحد)، أو في حالات الحمل المتأخر أو الجنين الكبير.
المخاض الطويل أو الصعب: يزيد الضغط المستمر من شدة التشوه، خاصة في الولادة الأولى حيث تكون قناة الولادة أضيق.
استخدام أدوات مساعدة: مثل الملقط أو الشفاط (الفنتوز) في الولادات التي تحتاج تدخلًا، مما يسبب تورمًا أو تشوهًا أكثر وضوحًا.
حمل توأم أو متعدد: يزيد الضغط داخل الرحم، مما يؤثر على شكل الرأس.

في حالات نادرة، قد يكون التشوه مرتبطًا بحالات طبية أخرى مثل الولادة المبكرة أو ضعف العظام.

إقرأ أيضا:طرق تسهيل الولادة الطبيعية: دليل من الحمل حتى لحظة الولادة

أنواع تشوه الرأس عند الرضع

الرأس المخروطي (القولبة): الشكل الممدود الأكثر شيوعًا بعد الولادة الطبيعية، يتحسن خلال أيام إلى أسابيع.
الرأس المسطح (الانحناء الوضعي): يحدث بعد الولادة بسبب النوم على جانب واحد، ويختلف عن المخروطي.
التورم الرأسي (الكابوت): تورم مؤقت في فروة الرأس يختفي سريعًا.

متى يتحسن رأس الرضيع المخروطي؟

يبدأ التحسن التلقائي خلال أيام قليلة بعد الولادة، ويعود الرأس إلى شكله الطبيعي المستدير خلال 2-6 أسابيع في معظم الحالات.
يساعد تغيير وضعية النوم بانتظام ووضع الرضيع على البطن تحت الإشراف (Tummy Time) في تسريع التحسن.
في حالات نادرة، قد يستمر التشوه أشهرًا، لكنه لا يؤثر على الدماغ طالما لا يوجد التحام مبكر للعظام.

متى يجب استشارة الطبيب؟

رغم أن الرأس المخروطي طبيعي، استشيري الطبيب إذا:

استمر التشوه أكثر من 6 أسابيع دون تحسن.
صاحبه تورم شديد، كدمات، أو ألم عند اللمس.
كان الرأس غير متناسق بشكل ملحوظ أو مسطح من جانب واحد.
ظهرت أعراض أخرى مثل صعوبة في الرضاعة أو تأخر في النمو.

قد يوصي الطبيب بفحوصات إضافية أو خوذة تصحيحية في حالات التشوه الوضعي الشديد.

إقرأ أيضا:علامات الولادة بدون ألم: هل يمكن أن تتم الولادة دون طلق مؤلم؟

نصائح عملية للآباء للتعامل مع رأس الرضيع المخروطي

غيري وضعية نوم الرضيع بانتظام (يمينًا ويسارًا) لتجنب الضغط على جانب واحد.
مارسي وقت البطن اليومي تحت الإشراف لتقوية عضلات الرقبة.
تجنبي وضع الرضيع في كراسي السيارة أو الحمالات لفترات طويلة.
راقبي نمو الرأس خلال الفحوصات الدورية لدى طبيب الأطفال.
لا تستخدمي وسائد تصحيحية دون استشارة طبية.

الخاتمة

أسباب رأس الرضيع المخروطي غالبًا طبيعية ومرتبطة بعملية الولادة، ويتحسن الشكل تلقائيًا في معظم الحالات دون تدخل. هذا التشوه لا يؤثر على صحة الدماغ أو نمو الطفل، لكنه يتطلب مراقبة للتأكد من عدم وجود مشكلات أخرى. يُنصح بشدة باستشارة طبيب الأطفال في الفحوصات الروتينية لتقييم الحالة الشخصية وتلقي نصائح مخصصة، مما يضمن راحة البال للآباء وسلامة الرضيع.

إقرأ أيضا:ارتجاع الصمام الميترالي والولادة: هل تؤثر الحالة على الحمل ونوع الولادة؟