هل يمكن أن يتغير نوع الجنين بعد الشهر السادس؟

لا، لا يمكن أن يتغير نوع الجنين (الجنس البيولوجي) بعد الشهر السادس من الحمل، ولا في أي مرحلة أخرى بعد الإخصاب. يُحدد الجنس الجيني للجنين في لحظة الإخصاب، من خلال الكروموسومات الجنسية الموروثة من الأب والأم: إذا كان الكروموسوم Y موجوداً (XY)، يتطور الجنين نحو الذكورة، أما إذا كان XX، فيتطور نحو الأنوثة. هذا التحديد الجيني ثابت ولا يتغير بفعل عوامل هرمونية أو بيئية لاحقة أثناء الحمل.

آلية تطور الجنس الجنيني

• في الأسابيع الأولى (حتى الأسبوع 6-7 تقريباً)، تكون الأعضاء التناسلية الداخلية والخارجية متشابهة لدى جميع الأجنة (مرحلة غير متمايزة).
• بعد ذلك، يفعل جين SRY على الكروموسوم Y (إن وجد) تطور الخصيتين، التي تفرز هرمونات مثل التستوستيرون لتمايز الأعضاء التناسلية الذكرية.
• بحلول نهاية الشهر الثالث (الأسبوع 12 تقريباً)، تكتمل الأعضاء التناسلية الخارجية بشكل واضح، وتصبح ثابتة.
• بعد الشهر السادس، لا يحدث أي تغيير بيولوجي يمكن أن يعكس هذا التمايز.

أي ادعاءات بتغيير الجنس بعد هذه المرحلة ليس لها أساس علمي، وغالباً ما تنشأ من شائعات أو تفسيرات خاطئة.

أسباب الاعتقاد الخاطئ بتغيير الجنس

في بعض الحالات النادرة، قد يبدو أن نوع الجنين “تغير” بين فحوصات السونار المختلفة، لكن السبب الحقيقي هو:

• خطأ في التشخيص المبكر: في الأشهر الأولى (قبل الأسبوع 16-18)، قد تكون الأعضاء التناسلية غير واضحة تماماً بسبب حجم الجنين الصغير أو وضعيته، مما يؤدي إلى تقدير خاطئ.
• تحسن الدقة في الفحوصات اللاحقة: مع تقدم الحمل، تصبح الصور أوضح، فتكشف الجنس الحقيقي بدقة تصل إلى 95-99%.
• حالات اضطرابات التمايز الجنسي (Disorders of Sex Development – DSD): نادرة جداً (حوالي 1 في 5000-6000 مولود)، حيث تكون الأعضاء التناسلية غامضة من البداية بسبب طفرات جينية أو اختلالات هرمونية، لكن هذا ليس “تغييراً” بل عدم تمايز كامل منذ البداية.

الطرق الدقيقة لتحديد نوع الجنين

• فحص السونار في الأسبوع 18-22: الأكثر شيوعاً ودقة.
• تحليل الدم (NIPT): من الأسبوع 10، دقة تزيد عن 99%.
• فحوصات جينية أخرى (مثل بزل السلى): للحالات الطبية الخاصة.

يُنصح بعدم الاعتماد على نظريات شعبية أو غير مدعومة علمياً، مثل شكل الرأس أو البطن، حيث تكون دقتها عشوائية. استشيري طبيب أمراض النساء والتوليد لتفسير الفحوصات بدقة، خاصة إذا كانت هناك مخاوف أو تاريخ عائلي لاضطرابات جينية. التشخيص المبكر والدقيق يساعد في الاطمئنان والتخطيط السليم للحمل.

Views: 7