العقم وتأخر الحمل

هل العقم وراثي؟ إليك الحقيقة العلمية والعوامل المؤثرة

هل العقم وراثي

هل العقم وراثي؟

يُعد العقم، أو تأخر الإنجاب، حالة شائعة تؤثر على حوالي 10-15% من الأزواج في سن الإنجاب حول العالم، وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية ودراسات طبية حديثة. يثار تساؤل متكرر حول ما إذا كان العقم وراثيًا، أي ينتقل عبر الجينات من الآباء إلى الأبناء. الإجابة العلمية الدقيقة هي أن العقم ليس وراثيًا بشكل كامل أو مباشر في معظم الحالات، إلا أن العوامل الوراثية تلعب دورًا هامًا في نسبة ملحوظة منها، تصل إلى 30-50% حسب الدراسات الجينية الحديثة. معظم حالات العقم متعددة العوامل، تجمع بين الوراثة، البيئة، نمط الحياة، والعمر.

طبيعة العقم ودور الوراثة فيه

العقم مرض معقد ينتج عن اضطرابات في الجهاز التناسلي، الهرمونات، أو عمليات الإخصاب. تشير الأبحاث إلى أن حوالي 50% من الحالات قد تكون مرتبطة بعيوب جينية، سواء كانت تشوهات كروموسومية كبيرة أو طفرات في جينات فردية. ومع ذلك، في نسبة كبيرة (حوالي 20-40%)، يُصنف العقم كـ”غير مبرر”، وقد يكون جزء منه وراثيًا غير مكتشف بعد بسبب تعقيد الجينوم البشري (أكثر من 2300 جين مرتبط بالخصوبة في الخصيتين وحدها).

العوامل الوراثية لا تعني دائمًا انتقالًا مباشرًا لـ”عقم عائلي”، بل غالبًا ميلًا وراثيًا لحالات تؤدي إلى صعوبة الإنجاب، مثل اضطرابات هرمونية أو هيكلية.

الأسباب الوراثية الشائعة للعقم عند النساء

تمثل عوامل الأنثى حوالي 35-40% من حالات العقم، وتشمل الوراثية منها:

إقرأ أيضا:الإبرة التفجيرية: ما هي؟ وكيف تعمل؟ ومتى يحدث الحمل بعدها؟
  • متلازمة تكيس المبايض (PCOS): حالة متعددة العوامل ذات مكون وراثي قوي، تسبب اضطرابات في التبويض وارتفاع الهرمونات الذكرية.
  • بطانة الرحم المهاجرة (الإندومتريوزيس): تزداد احتماليتها 7 أضعاف إذا كانت موجودة لدى الأم أو الأخت، بسبب طفرات جينية محتملة.
  • متلازمة تيرنر: فقدان أو تغير في كروموسوم X، يؤدي إلى فشل مبكر في المبايض.
  • فشل المبايض المبكر (Premature Ovarian Failure): مرتبط بطفرات في جين FMR1 (متلازمة Fragile X) أو غيرها.
  • تشوهات كروموسومية: مثل الانتقالات أو الإنقلابات، تسبب إجهاضًا متكررًا أو عقمًا.

الأسباب الوراثية الشائعة للعقم عند الرجال

تمثل عوامل الذكور حوالي 20-30% من الحالات، وتكون الوراثية أكثر وضوحًا هنا:

  • متلازمة كلاينفلتر (XXY): أكثر الأسباب الكروموسومية شيوعًا، تسبب انخفاض إنتاج الحيوانات المنوية.
  • حذف في كروموسوم Y (Y Chromosome Microdeletions): يؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية، ويشكل 6-13% من حالات العقم الشديد.
  • طفرات في جين CFTR: مرتبطة بالتليف الكيسي، تسبب غياب قنوات نقل الحيوانات المنوية.
  • أخرى: مثل متلازمة نونان أو طفرات في جينات TEX11 وSYCP3.

في حالات مشتركة، قد تكون الوراثة مسؤولة عن 20-30% إضافية.

إقرأ أيضا:متى يحدث الحمل بعد التلقيح الصناعي؟

هل ينتقل العقم إلى الأبناء؟

يعتمد ذلك على السبب:

  • في حالات مثل حذف كروموسوم Y، قد ينتقل إلى الأبناء الذكور، مما يسبب عقمًا مشابهًا.
  • أما في متلازمة كلاينفلتر أو تيرنر، فغالباً لا ينتقل بسبب صعوبة الإنجاب الطبيعي.
  • مع تقنيات مثل أطفال الأنابيب والفحص الجيني قبل الزرع (PGT)، يمكن تجنب نقل الاضطرابات الوراثية.

التشخيص والفحوصات الوراثية

يُنصح بفحوصات وراثية في حالات:

  • عقم شديد أو غير مبرر.
  • تاريخ عائلي لعقم أو إجهاض متكرر.
  • تشوهات كروموسومية (كاريوتايب) أو تحاليل جينية محددة (مثل CFTR أو Y-deletions).

خيارات العلاج والوقاية

  • علاجات مساعدة: التلقيح الصناعي (IUI)، أطفال الأنابيب (IVF)، مع فحص جيني للأجنة.
  • تعديل نمط الحياة: يقلل من التأثير البيئي المعزز للعوامل الوراثية.
  • استشارة جينية: ضرورية لتقييم المخاطر العائلية.

في الختام، على الرغم من أن العقم ليس وراثيًا بالكامل، إلا أن الوراثة تساهم بشكل كبير في بعض الحالات، مما يجعل الفحوصات المبكرة والاستشارة الطبية المتخصصة أمرًا حاسمًا لتحديد الأسباب واختيار العلاج المناسب. يُفضل استشارة طبيب متخصص في الخصوبة والوراثة لتقييم الحالة الفردية بدقة.

إقرأ أيضا:أعراض العقم المبكر عند النساء: العلامات الأولى التي لا يجب تجاهلها

الأسئلة الشائعة (FAQ)

1. هل العقم ينتقل من الأم إلى ابنتها؟

قد يحدث في حالات مثل ضعف مخزون المبيض أو بطانة الرحم المهاجرة، لكنه ليس قاعدة.

2. هل العقم عند الرجال وراثي؟

نعم في بعض الحالات مثل اضطرابات الكروموسوم Y أو متلازمة كلاينفلتر.

3. إذا كانت الأم تعاني من التكيس، هل تُصاب الابنة به؟

الاحتمال أعلى، لكنه ليس مؤكدًا.

4. هل يمكن الوقاية من العقم الوراثي؟

لا يمكن منع الجينات، لكن يمكن تحسين التبويض ونمط الحياة وتجميد البويضات مبكرًا.

5. هل العقم الوراثي يمنع الحمل نهائيًا؟

لا، معظم الحالات يمكن علاجها عبر التقنيات الحديثة مثل الحقن المجهري.

Views: 2

السابق
نقص هرمون الذكورة (التستوستيرون) وعلاقته بالعقم عند الرجال
التالي
دوالي الرحم وعلاقتها بالحمل