مرض القلب والحمل

يُعد مرض القلب أثناء الحمل حالة طبية معقدة تتطلب إدارة مشتركة بين أخصائيي أمراض القلب والنساء والتوليد، حيث تفرض التغييرات الفسيولوجية في الحمل (مثل زيادة حجم الدم بنسبة 40-50%، وزيادة الضربات القلبية) ضغطًا إضافيًا على القلب. يُصيب أمراض القلب حوالي 1-4% من النساء الحوامل، وتشمل أمراضًا خلقية، مكتسبة، أو جديدة أثناء الحمل مثل اعتلال عضلة القلب المحيط بالولادة. مع المتابعة الدقيقة، تنتهي معظم الحملات بسلام، لكن بعض الحالات عالية الخطر تتطلب تخطيطًا مسبقًا أو تجنب الحمل.

أنواع أمراض القلب الشائعة أثناء الحمل

تُصنف أمراض القلب حسب الخطورة والأصل:

1. أمراض خلقية مصححة أو غير مصححة: مثل عيوب الحواجز أو تضيق الصمامات.
2. أمراض مكتسبة: مثل ارتفاع ضغط الدم المزمن، أمراض الصمامات الروماتيزمية، أو اعتلال عضلة القلب.
3. أمراض مرتبطة بالحمل: مثل تسمم الحمل الذي يؤدي إلى ضعف عضلة القلب، أو اعتلال عضلة القلب المحيط بالولادة (يحدث في الأشهر الأخيرة أو بعد الولادة).
4. اضطرابات النظم: مثل الرجفان الأذيني، التي قد تتفاقم بسبب التغييرات الهرمونية.

تُقيم الخطورة باستخدام مقاييس مثل تصنيف منظمة الصحة العالمية (WHO) من 1 إلى 4، حيث الفئة 4 تمنع الحمل تمامًا.

مخاطر مرض القلب على الأم والجنين

تزيد أمراض القلب من المضاعفات، وتشمل:

1. على الأم: فشل قلبي، اضطرابات نظم، جلطات دموية، أو وفاة (نادرة في الفئات المنخفضة الخطورة).
2. على الجنين: تقييد نمو، ولادة مبكرة، انخفاض وزن عند الولادة، أو ضائقة جنينية بسبب نقص الأكسجين.
3. أثناء الولادة: زيادة خطر النزيف أو الفشل القلبي، مما يفضل الولادة القيصرية في حالات معينة.

إدارة مرض القلب أثناء الحمل

تشمل الخطوات الرئيسية:

1. التخطيط قبل الحمل: تقييم الخطورة، تعديل الأدوية (تجنب بعض مضادات التخثر أو مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين)، واستشارة فريق متعدد التخصصات.
2. أثناء الحمل:
   • متابعة دورية بفحوصات القلب (تخطيط صدى القلب) ومراقبة الجنين.
   • أدوية آمنة مثل البيتا بلوكرز أو الهيبارين للوقاية من الجلطات.
   • راحة وتجنب الجهد، مع ضبط ضغط الدم والوزن.
3. أثناء الولادة: مراقبة قلبية مستمرة، تخدير مناسب، وولادة في مستشفى مجهز.
4. بعد الولادة: مراقبة لأسابيع، حيث تكون الفترة الأكثر خطورة للفشل القلبي.

نصائح عامة

• تجنب الحمل في الحالات عالية الخطورة (مثل متلازمة أيزنمينجر أو فشل قلبي شديد).
• الحفاظ على نمط حياة صحي: تغذية متوازنة، تجنب التدخين، وعلاج الأمراض المصاحبة.
• تناول حمض الفوليك وفيتامينات لتقليل مخاطر الجنين.

مرض القلب أثناء الحمل حالة يمكن إدارتها بنجاح في معظم الحالات مع الفريق الطبي المتخصص، مما يؤدي إلى نتائج إيجابية للأم والجنين. يُوصى باستشارة الطبيب المختص في أمراض القلب والنساء والتوليد قبل التخطيط للحمل، لتقييم الحالة الفردية بدقة ووضع خطة رعاية شخصية تشمل الفحوصات الدورية.

Views: 0