مدة الرضاعة الطبيعية

الرضاعة الطبيعية هي تجربة فريدة ومجزية للأم والطفل، وتوفر فوائد صحية لا حصر لها. ولكن ما هي المدة المثلى للرضاعة الطبيعية؟ وما هي التحديات التي قد تواجه الأمهات المرضعات وكيف يمكن التغلب عليها؟

التوصيات العالمية والمحلية:

تؤكد منظمة الصحة العالمية (WHO) واليونيسيف والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) ووزارة الصحة السعودية على أهمية الرضاعة الطبيعية الخالصة خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل. بعد ذلك، ينصح بالاستمرار في الرضاعة الطبيعية مع إدخال الأطعمة التكميلية المناسبة حتى يبلغ الطفل عامين أو أكثر.

الفوائد الصحية والنفسية للرضاعة الطبيعية على المدى الطويل:

تتجاوز فوائد الرضاعة الطبيعية مجرد توفير التغذية المثلى للطفل، حيث تزداد الفوائد الصحية والنفسية للأم والطفل مع استمرار الرضاعة:

• للطفل: تقوية جهاز المناعة، وتعزيز النمو والتطور المعرفي والحركي، وتقليل خطر الإصابة بالحساسية والسمنة والأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان.
• للأم: تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض وهشاشة العظام، بالإضافة إلى المساعدة في استعادة الوزن الطبيعي بعد الولادة وتحسين الصحة النفسية والتقليل من خطر الإصابة بالاكتئاب.

التحديات والحلول:

قد تواجه الأمهات المرضعات تحديات تؤثر على استمرارية الرضاعة الطبيعية، ولكن يمكن التغلب عليها بالتخطيط والدعم:

• العودة إلى العمل: يمكن للأمهات العاملات الاستمرار في الرضاعة الطبيعية عن طريق شفط الحليب وتخزينه في الثلاجة أو المجمد، وتخصيص وقت للرضاعة أو الشفط أثناء ساعات العمل.
• الضغوط الاجتماعية: يمكن للأمهات التعامل مع الضغوط الاجتماعية من خلال الثقة في قرارهن والبحث عن الدعم من الأمهات المرضعات الأخريات والمختصين في الرضاعة الطبيعية.
• الإرهاق: يمكن التغلب على الإرهاق بالحصول على قسط كاف من الراحة والنوم، وتناول نظام غذائي صحي ومتوازن، وشرب كمية كافية من الماء.

الاستماع إلى الأم والطفل:

في النهاية، القرار بشأن مدة الرضاعة الطبيعية هو قرار شخصي للأم والطفل. يجب أن تستمر الأم في إرضاع طفلها طالما ترغب هي وطفلها في ذلك، مع الاستعانة بالدعم والمعلومات اللازمة من مصادر موثوقة مثل وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية.

الرضاعة الطبيعية هي استثمار في صحة ورفاهية الأم والطفل، وتستحق كل جهد يبذل للاستمرار فيها.

Views: 0