ما هو سلس البول أثناء الحمل

يُعد سلس البول أثناء الحمل حالة شائعة تصيب نسبة كبيرة من النساء الحوامل، حيث يتراوح معدل الإصابة بين 30-60%، خاصة في الثلث الثالث. يُعرف سلس البول بفقدان السيطرة على المثانة، مما يؤدي إلى تسرب البول بشكل لا إرادي. غالباً ما يكون هذا النوع من السلس “سلس إجهادي”، وهو مؤقت في معظم الحالات ويتحسن بعد الولادة. يركز هذا المقال على تعريف الحالة، أسبابها، أنواعها، وطرق الوقاية والعلاج الآمنة.

أنواع سلس البول أثناء الحمل

يُصنف سلس البول إلى عدة أنواع، لكن الأكثر شيوعاً أثناء الحمل هو:

1. سلس البول الإجهادي: يحدث عند العطس، السعال، الضحك، أو حمل الأثقال، بسبب ضغط مفاجئ على المثانة.
2. سلس البول الإلحاحي: شعور مفاجئ وقوي بالحاجة إلى التبول مع تسرب قبل الوصول إلى الحمام.
3. سلس البول المختلط: مزيج من النوعين السابقين.

في الحمل، يسيطر النوع الإجهادي بنسبة عالية.

أسباب سلس البول أثناء الحمل

تحدث الحالة بسبب تغييرات فسيولوجية طبيعية:

• زيادة وزن الرحم والجنين، مما يضغط على المثانة وعضلات قاع الحوض.
• ارتفاع هرمون البروجيسترون الذي يرخي العضلات، بما فيها عضلات المثانة وعضلة المصرة.
• زيادة حجم الدم وسوائل الجسم، مما يزيد من إنتاج البول.
• ضعف عضلات قاع الحوض بسبب الضغط المستمر أو ولادات سابقة.
• عوامل خطر إضافية: السمنة، الحمل بتوأم، أو تاريخ سلس بول سابق.

غالباً ما يبدأ في الثلث الثاني ويزداد في الثلث الثالث.

أعراض سلس البول وتأثيره

• تسرب كميات صغيرة أو متوسطة من البول أثناء الأنشطة اليومية.
• الشعور بعدم الراحة أو الإحراج، مما قد يؤثر على الثقة بالنفس والأنشطة الاجتماعية.
• في حالات نادرة، قد يرتبط بالتهابات المسالك البولية المتكررة.

معظم الحالات تتحسن تلقائياً خلال 3-6 أشهر بعد الولادة، خاصة مع التمارين المناسبة.

طرق الوقاية والعلاج أثناء الحمل

تبدأ الإدارة بتدابير غير دوائية آمنة:

1. تمارين كيجل (عضلات قاع الحوض):
   • شد عضلات قاع الحوض (كما لو كنتِ توقفين تدفق البول) لمدة 5-10 ثوانٍ، ثم إرخاء.
   • كرري 10-20 مرة، 3-4 مجموعات يومياً.
   • ابدئي مبكراً في الحمل لتعزيز العضلات.
2. تدابير يومية:
   • تجنب الإمساك بشرب الماء بكثرة وتناول الألياف.
   • إفراغ المثانة بانتظام كل 2-3 ساعات.
   • تجنب رفع الأثقال الثقيلة أو الجهد الشديد.
   • الحفاظ على وزن صحي من خلال نظام غذائي متوازن.
3. أدوات مساعدة:
   • استخدام فوط يومية ماصة (غير التامبون).
   • في حالات شديدة، قد يوصي الطبيب بجهاز دعم مهبلي (pessary).

الأدوية أو الجراحة نادرة أثناء الحمل وتُؤجل عادةً حتى ما بعد الولادة.

متى يجب استشارة الطبيب؟

• إذا كان التسرب غزيراً أو متكرراً يؤثر على الحياة اليومية.
• إذا صاحبته ألم أثناء التبول، دم في البول، أو حمى (قد يشير إلى التهاب).
• بعد الولادة إذا استمر السلس لأكثر من 6 أشهر.

يمكن لأخصائي العلاج الطبيعي المتخصص في قاع الحوض تقديم برامج مخصصة.

في الختام، سلس البول أثناء الحمل حالة شائعة ومؤقتة في معظم الحالات، ويمكن السيطرة عليها بفعالية من خلال تمارين كيجل والتدابير اليومية البسيطة. استشيري طبيب النساء والتوليد أو أخصائي قاع الحوض لتقييم حالتك الشخصية وتلقي إرشادات مخصصة، وراجعي مصادر موثوقة لمزيد من التفاصيل.

Views: 0