جدول المحتويات
قصور الغدد التناسلية عند النساء
يُعرف قصور الغدد التناسلية عند النساء طبيًا باسم قصور الغدد التناسلية الأنثوية (Female Hypogonadism)، وهو حالة تتميز بانخفاض أو توقف وظيفة المبايض في إنتاج الهرمونات الأنثوية الرئيسية (الإستروجين والبروجستيرون) والبويضات. ينقسم إلى نوعين رئيسيين: قصور أولي (ينشأ من المبايض مباشرة) وقصور ثانوي (ينشأ من اضطراب في الغدة النخامية أو الوطاء). يؤدي هذا القصور إلى اضطرابات هرمونية وإنجابية، وقد يحدث في أي عمر، لكنه أكثر شيوعًا قبل سن الأربعين في حالة قصور المبايض الأولي (Primary Ovarian Insufficiency – POI). تصيب هذه الحالة نسبة تصل إلى 1% من النساء تحت سن الأربعين، وفقًا للدراسات الطبية. يُقدم هذا المقال شرحًا شاملاً للأسباب، الأعراض، التشخيص، التأثير على الخصوبة، والخيارات العلاجية، مع الاستناد إلى إرشادات طبية موثوقة مثل تلك الصادرة عن جمعية الغدد الصماء الأمريكية ومايو كلينيك.
أنواع قصور الغدد التناسلية عند النساء
- القصور الأولي: يرجع إلى مشكلة مباشرة في المبايض، مما يؤدي إلى ارتفاع هرموني FSH وLH رغم انخفاض الإستروجين. يُعرف أيضًا بقصور المبايض الأولي.
- القصور الثانوي: ينشأ من نقص في إفراز الهرمونات التحفيزية (GnRH، FSH، LH) من الغدة النخامية أو الوطاء، مما يؤدي إلى انخفاض جميع الهرمونات.
الأسباب الرئيسية
تتنوع الأسباب حسب النوع:
إقرأ أيضا:أسباب فشل الحمل بعد الكلوميد: لماذا لا يحدث الحمل رغم تنشيط التبويض؟للقصور الأولي:
- اضطرابات وراثية: مثل متلازمة تيرنر (فقدان كروموسوم X)، طفرات في جين FMR1 (متلازمة X الهش)، أو تشوهات كروموسومية أخرى.
- عوامل مناعية ذاتية: هجوم الجهاز المناعي على المبايض (شائع في حالات مرتبطة بأمراض الغدة الدرقية أو الغدة الكظرية).
- علاجات طبية: الكيميائي أو الإشعاعي للسرطان، أو جراحة إزالة المبايض.
- عدوى أو التهابات نادرة.
- أسباب غير معروفة (في معظم الحالات).
للقصور الثانوي:
- اضطرابات الغدة النخامية: أورام (مثل الورم البرولاكتيني)، إصابات الرأس، أو جراحة.
- اضطرابات الوطاء: بسبب التوتر الشديد، نقص الوزن البالغ (مثل في فقدان الشهية العصبي)، أو الرياضة المفرطة.
- أمراض مزمنة: مثل متلازمة كالمان أو اضطرابات هرمونية أخرى.
- أدوية: مثل المواد الأفيونية أو بعض العلاجات النفسية.
الأعراض الشائعة
تظهر الأعراض تدريجيًا غالبًا، وتشمل:
- اضطرابات الدورة الشهرية: عدم انتظام، ندرة، أو انقطاع الطمث (أمينوريا).
- أعراض نقص الإستروجين: هبات ساخنة، تعرق ليلي، جفاف مهبلي، ألم أثناء الجماع، وانخفاض الرغبة الجنسية.
- تغيرات مزاجية: عصبية، اكتئاب، أو قلق.
- إرهاق مزمن، اضطرابات نوم، وجفاف الجلد أو الشعر.
- على المدى الطويل: هشاشة العظام، زيادة خطر أمراض القلب، وتغيرات في توزيع الدهون.
في حالات الظهور المبكر (قبل البلوغ)، قد يؤدي إلى تأخر البلوغ أو عدم نمو الثديين والصفات الأنثوية.
إقرأ أيضا:نقص هرمون الذكورة (التستوستيرون) وعلاقته بالعقم عند الرجالالتأثير على الخصوبة والصحة العامة
يُعد العقم أحد أبرز النتائج، حيث ينخفض مخزون البويضات بشكل كبير في القصور الأولي، مما يجعل الحمل الطبيعي صعبًا (فرصة 5-10% فقط في بعض الحالات). أما في القصور الثانوي، فقد يكون قابلاً للعلاج والعودة إلى الخصوبة. كما يزيد نقص الإستروجين المزمن من مخاطر هشاشة العظام، أمراض القلب والأوعية الدموية، والاضطرابات العصبية.
التشخيص الطبي
يبدأ بتقييم التاريخ الطبي والأعراض، ثم:
- فحوصات هرمونية: ارتفاع FSH (أكثر من 25-40 وحدة/لتر في قياسين متتاليين) مع انخفاض الإستروجين.
- فحص AMH (Anti-Müllerian Hormone) لتقييم مخزون البويضات.
- سونار مهبلي لتقييم المبايض.
- فحوصات إضافية: كاريوتايب للكروموسومات، أجسام مضادة مناعية، أو تصوير الغدة النخامية بالرنين المغناطيسي.
خيارات العلاج والإدارة
يعتمد العلاج على السبب، العمر، والرغبة في الإنجاب:
- العلاج الهرموني البديل (HRT): إستروجين وبروجستيرون لتخفيف الأعراض وحماية العظام والقلب، يُستمر حتى سن اليأس الطبيعي (حوالي 50-51 عامًا).
- علاج السبب الأساسي: جراحة للأورام، أو تعديل نمط الحياة في حالات التوتر أو نقص الوزن.
- للخصوبة: في القصور الثانوي، علاجات تحفيزية مثل الكلوميفين أو حقن الجونادوتروبين. في القصور الأولي، التلقيح الصناعي ببويضات متبرع بها أو تبني الأجنة.
- دعم إضافي: مكملات الكالسيوم وفيتامين D، رياضة حمل الأثقال للعظام، ودعم نفسي للتعامل مع الجانب العاطفي.
نصائح وقائية وإدارة الحالة
- الحفاظ على وزن صحي وتجنب الرياضة المفرطة أو الحميات القاسية.
- فحوصات دورية للنساء ذوات التاريخ العائلي أو الأعراض المبكرة.
- استشارة متخصص في الغدد الصماء أو الخصوبة مبكرًا لتجنب المضاعفات طويلة الأمد.
في الختام، قصور الغدد التناسلية عند النساء حالة قابلة للإدارة في معظم الحالات من خلال التشخيص المبكر والعلاج المناسب، مما يحسن جودة الحياة ويقلل المخاطر الصحية. يُنصح دائمًا باستشارة طبيب متخصص لتقييم الحالة الفردية ووضع خطة علاجية مخصصة، مع مراعاة الجوانب النفسية والإنجابية.
إقرأ أيضا:أعراض العقم المبكر عند النساء: العلامات الأولى التي لا يجب تجاهلهاالأسئلة الشائعة (FAQ)
1. هل قصور الغدد التناسلية يمنع الحمل نهائيًا؟
لا، الكثير من الحالات يمكن علاجها أو تحسين التبويض فيها.
2. ما الفرق بين قصور الغدد التناسلية وفشل المبايض؟
قصور الغدد قد يكون مؤقتًا، بينما فشل المبايض غالبًا طويل الأمد.
3. هل تحتاج كل الحالات لعلاج هرموني؟
ليس دائمًا، يعتمد على سبب النقص وشدة الأعراض.
4. هل يمكن أن يحدث القصور نتيجة التوتر فقط؟
نعم، التوتر الشديد قد يوقف التبويض مؤقتًا.
5. هل يظهر قصور الغدد التناسلية في تحليل AMH؟
AMH المنخفض قد يشير إلى ضعف مخزون المبيض، لكنه ليس التشخيص الوحيد.
Views: 0
