جدول المحتويات
سرطان الثدي
سرطان الثدي هو أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً حول العالم، ويحدث عندما تتحول خلايا الثدي الطبيعية إلى خلايا غير طبيعية تنمو بشكل غير متحكم فيه، مكونة أوراماً قد تكون حميدة أو خبيثة. في الحالات الخبيثة، يمكن أن ينتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم، مما يجعله خطراً صحياً كبيراً. يصيب هذا السرطان بشكل أساسي النساء، لكنه يمكن أن يحدث أيضاً لدى الرجال بنسبة أقل. وفقاً لأحدث الإحصاءات المتاحة حتى عام 2025، يُقدر أن يتم تشخيص حوالي 316,950 حالة جديدة لدى النساء في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى 59,080 حالة من سرطان الثدي غير الغازي (مثل السرطان داخل القنوات). عالمياً، سجل السرطان حوالي 2.3 مليون حالة جديدة في عام 2022، مع 670,000 وفاة، مما يجعله السبب الرئيسي للوفيات الناجمة عن السرطان لدى النساء في 157 دولة من أصل 185. في هذا المقال الشامل، سنستعرض جوانب متعددة لسرطان الثدي، مستندين إلى بيانات منظمة الصحة العالمية (WHO) ومصادر طبية موثوقة أخرى.
إحصاءات حول سرطان الثدي
يُعد سرطان الثدي السرطان الأكثر شيوعاً بين النساء على مستوى العالم، حيث يمثل حوالي 25% من جميع حالات السرطان الجديدة. في الولايات المتحدة، يُتوقع أن يصيب واحدة من كل ثماني نساء (13.1%) خلال حياتها، ويؤدي إلى وفاة واحدة من كل 43 (2.3%). أما في البلدان ذات الدخل المرتفع، فإن معدل الإصابة أعلى (واحدة من كل 12 امرأة)، لكن معدل الوفيات أقل (واحدة من كل 71)، بفضل التشخيص المبكر والعلاج الفعال. في المقابل، في البلدان ذات الدخل المنخفض، يصل معدل الإصابة إلى واحدة من كل 27، مع وفيات تصل إلى واحدة من كل 48، بسبب نقص الوصول إلى الرعاية الصحية. انخفضت معدلات الوفيات بنسبة 40% في البلدان الغنية منذ الثمانينيات، لكنها لا تزال مرتفعة في الدول النامية. كما يصيب الرجال بنسبة أقل من 1%، مع حوالي 2,800 حالة جديدة متوقعة في الولايات المتحدة لعام 2025. هذه الإحصاءات تؤكد أهمية الوعي والفحص الدوري، حيث يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات 91% إجمالاً، ويصل إلى 99% في المراحل المبكرة.
إقرأ أيضا:سرطان الثدي الهرموني: الاسباب والعلاجأنواع سرطان الثدي
يُصنف سرطان الثدي بناءً على المكان الذي يبدأ فيه والخصائص الجزيئية. الأنواع الرئيسية تشمل:
- سرطان القنوات الغازي : الأكثر شيوعاً (80% من الحالات)، يبدأ في قنوات الحليب وينتشر إلى الأنسجة المحيطة.
- سرطان الفصيص الغازي: يمثل 10-15%، يبدأ في الفصيصات المنتجة للحليب وغالباً ما يكون متعدد البؤر.
- سرطان داخل القنوات : غير غازي (مرحلة 0)، يبقى داخل القنوات، لكنه قد يتحول إلى غازي إذا لم يُعالج.
- سرطان الثدي الثلاثي السلبي : عدواني (15-20% من الحالات)، لا يحتوي على مستقبلات الإستروجين، البروجستيرون، أو HER2، مما يجعله أكثر صعوبة في العلاج.
- سرطان الثدي الالتهابي : نادر (1-5%)، يسبب احمراراً وتورماً، وينتشر بسرعة.
- مرض باجيت للثدي : نادر (أقل من 4%)، يصيب الحلمة واللون المحيط. يُحدد التصنيف الجزيئي (مثل ER-positive، HER2-positive) خيارات العلاج، حيث يشكل السرطان الإيجابي للمستقبلات الهرمونية 70% من الحالات.
الأسباب وعوامل الخطر
لا يوجد سبب واحد محدد لسرطان الثدي، لكنه ينتج عن طفرات جينية في الخلايا، غالباً ما تكون مكتسبة وليست موروثة. يعتمد النمو على الهرمونات مثل الإستروجين والبرجستيرون. عوامل الخطر الرئيسية تشمل:
- العمر: معظم الحالات فوق 50 عاماً.
- الجنس: 99% لدى النساء، لكن الرجال يمكن إصابتهم أيضاً.
- التاريخ العائلي والوراثي: طفرات في جينات BRCA1، BRCA2، أو PALB-2 تزيد الخطر بنسبة تصل إلى 70% مدى الحياة؛ تمثل 5-10% من الحالات.
- نمط الحياة: السمنة (تزيد الخطر بنسبة 30%)، الإفراط في الشرب (أكثر من مشروب واحد يومياً)، التدخين، نقص النشاط البدني.
- التاريخ الإنجابي: بدء الدورة مبكراً (قبل 12 عاماً)، تأخر الإنجاب (بعد 30)، عدم الرضاعة الطبيعية، أو استخدام العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث.
- عوامل أخرى: التعرض للإشعاع السابق، أو وجود تاريخ شخصي لسرطان الثدي أو أمراض أخرى مثل تضخم الثدي الكيسي الليفي. حوالي نصف الحالات تحدث دون عوامل خطر واضحة غير الجنس والعمر.
الأعراض
في المراحل المبكرة، قد لا تظهر أعراض، مما يبرز أهمية الفحوصات الدورية. الأعراض الشائعة تشمل:
إقرأ أيضا:استئصال ورم الثدي الحميد: الإجراء والاعتبارات الطبية- كتلة أو تورم في الثدي أو تحت الإبط، غالباً غير مؤلمة.
- تغييرات في شكل أو حجم الثدي.
- تغييرات في الجلد مثل التقشر، الاحمرار، الندوب، أو الجلد البرتقالي الشكل.
- تغييرات في الحلمة مثل الانقلاب أو الإفرازات الدموية أو الشفافة.
- ألم في الثدي أو الحلمة، خاصة إذا كان مستمراً. في الحالات المتقدمة، قد تظهر أعراض الانتشار مثل ألم العظام، الصداع، أو الغثيان. يجب استشارة الطبيب فوراً لأي تغيير، حتى لو كان بسيطاً.
التشخيص
يبدأ التشخيص بالفحص السريري والتاريخ الطبي، ثم:
- التصوير الشعاعي : الطريقة الأساسية للكشف المبكر، خاصة للنساء فوق 50.
- الموجات فوق الصوتية: لتمييز الكتل الصلبة عن الكيسات.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: للحالات عالية الخطر أو الثدي الكثيف.
- الخزعة: أخذ عينة من الكتلة لفحصها تحت المجهر، وهي الطريقة النهائية للتأكيد.
- اختبارات إضافية: فحص الجينات للطفرات، أو فحوصات للمستقبلات الهرمونية (ER، PR، HER2) لتحديد النوع. يُوصى بفحوصات دورية للنساء فوق 40-50 عاماً، حسب الإرشادات الوطنية.
مراحل سرطان الثدي
يُصنف السرطان إلى مراحل بناءً على حجم الورم، انتشاره، ووجود الانتشار البعيد:
إقرأ أيضا:حرقان الثدي: الأسباب، التشخيص، والعلاج- المرحلة 0 (DCIS): غير غازي، محدود داخل القنوات، معدل بقاء 99%.
- المرحلة 1: الورم صغير (<2 سم)، محدود في الثدي، معدل بقاء 99%.
- المرحلة 2: الورم أكبر (2-5 سم) أو انتشر إلى عقد لمفاوية قريبة، معدل بقاء 86%.
- المرحلة 3: انتشر إلى عقد لمفاوية أكثر أو الأنسجة المجاورة، معدل بقاء 86%.
- المرحلة 4 (المتقدمة): انتشر إلى أعضاء بعيدة مثل العظام أو الكبد، معدل بقاء 30%. التشخيص المبكر يرفع معدلات البقاء بشكل كبير.
خيارات العلاج
يعتمد العلاج على المرحلة، النوع، والحالة الصحية:
- الجراحة: استئصال الورم (Lumpectomy) أو الثدي كاملاً (Mastectomy)، مع إعادة بناء إذا أمكن.
- العلاج الإشعاعي: لتدمير الخلايا المتبقية، خاصة بعد الجراحة.
- العلاج الكيميائي: للأورام الكبيرة أو المنتشرة، قبل أو بعد الجراحة.
- العلاج الهرموني: مثل تاموكسيفين للسرطان الإيجابي للمستقبلات الهرمونية، يقلل التكرار بنسبة 50%.
- العلاج المستهدف: مثل تروستوزوماب للسرطان الإيجابي لـHER2.
- العلاج المناعي: للسرطان الثلاثي السلبي. في المراحل المتقدمة، يركز العلاج على السيطرة على الأعراض وإطالة العمر. يشمل الفريق الطبي أطباء أورام، جراحين، وأخصائيين نفسيين.
الوقاية
لا يمكن منع السرطان تماماً، لكن يمكن تقليل الخطر بنسبة 20-30% من خلال:
- الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة (150 دقيقة أسبوعياً).
- تجنب الكحول والتدخين.
- الرضاعة الطبيعية لأكثر من 6 أشهر.
- فحوصات دورية (ماموجرام كل 1-2 سنوات فوق 50).
- للحالات عالية الخطر: أدوية وقائية مثل تاموكسيفين، أو جراحة وقائية (استئصال الثدي). مبادرة منظمة الصحة العالمية لسرطان الثدي تهدف إلى تقليل الوفيات بنسبة 2.5% سنوياً بحلول 2040.
المضاعفات والتكهن
تشمل المضاعفات الانتشار المتاستازي (إلى العظام، الكبد، الرئتين)، ألم مزمن، أو آثار جانبية للعلاج مثل التعب والغثيان. التكهن جيد في المراحل المبكرة (99% بقاء 5 سنوات)، لكنه ينخفض في المراحل المتقدمة. الدعم النفسي والتأهيل أساسيان لتحسين جودة الحياة.
خاتمة
سرطان الثدي مرض يمكن السيطرة عليه إذا تم اكتشافه مبكراً، ومع التقدم في العلاجات، أصبحت معدلات البقاء أعلى. يُنصح بزيادة الوعي، إجراء الفحوصات الدورية، واستشارة الطبيب عند أي تغيير. مع الالتزام بالوقاية، يمكن تقليل عبء هذا المرض عالمياً. لمزيد من المعلومات، راجعي مصادر موثوقة مثل منظمة الصحة العالمية أو جمعيات السرطان المحلية.
Views: 6
