المضاعفات

تمدد عنق الرحم أثناء المخاض والولادة

تمدد عنق الرحم أثناء المخاض والولادة

تمدد عنق الرحم أثناء المخاض والولادة

يُعد تمدد عنق الرحم (Cervical Dilation) عملية فسيولوجية أساسية في مراحل الولادة الطبيعية، حيث يتوسع عنق الرحم تدريجيًا من حالة مغلقة إلى قطر يصل إلى 10 سنتيمترات تقريبًا، مما يسمح بخروج الجنين. يحدث هذا التمدد بالتزامن مع ترقق عنق الرحم (Effacement)، ويُحفز بانقباضات الرحم المنتظمة والهرمونات مثل الأوكسيتوسين والبروستاجلاندين. يُقاس التمدد بالسنتيمترات أثناء الفحوصات المهبلية، ويُعد مؤشرًا رئيسيًا لتقدم المخاض. تختلف سرعة التمدد بين الولادات الأولى (أبطأ) واللاحقة (أسرع)، ويُتابع طبيًا لتقييم التقدم الطبيعي أو الحاجة إلى تدخل.

مراحل تمدد عنق الرحم

تنقسم عملية التمدد إلى مراحل مرتبطة بمراحل المخاض الأولى:

  1. المرحلة الكامنة (الطور المبكر): يتوسع عنق الرحم من 0 إلى 4 سنتيمترات تقريبًا. تكون الانقباضات غير منتظمة أو خفيفة، ويحدث ترقق جزئي (من 0% إلى 80%). تستغرق هذه المرحلة ساعات إلى أيام، خاصة في الولادات الأولى، وغالباً ما تكون في المنزل.
  2. المرحلة النشطة: يتوسع عنق الرحم من 4 إلى 8 سنتيمترات. تصبح الانقباضات أقوى وأكثر انتظامًا (كل 3-5 دقائق)، ويزداد التمدد بمعدل 1-2 سنتيمتر في الساعة. يُعتبر هذا الطور الأكثر تقدمًا، ويُنصح بالتواجد في المستشفى للمراقبة.
  3. المرحلة الانتقالية: يصل التمدد إلى 8-10 سنتيمترات (التوسع الكامل). تكون الانقباضات شديدة ومتقاربة (كل 2-3 دقائق)، مع ترقق كامل (100%). تستغرق ساعة إلى ساعتين، وتنتهي بانتقال إلى مرحلة الدفع والإخراج.

عوامل تؤثر في تمدد عنق الرحم

تتأثر سرعة وعملية التمدد بعوامل متعددة:

إقرأ أيضا:المشيمة الملتصقة : كل ماتودين معرفته
  1. عدد الولادات السابقة: أسرع في الولادات المتعددة بسبب مرونة سابقة.
  2. حالة عنق الرحم قبل المخاض: إذا كان ناضجًا (مترققًا ومفتوحًا جزئيًا)، يتمدد أسرع.
  3. قوة الانقباضات: الانقباضات الفعالة تحفز التمدد بشكل أفضل.
  4. وضعية الجنين وحجمه: الوضعية الطبيعية (رأس أولاً) تسهل التمدد.
  5. عوامل هرمونية أو طبية: مثل استخدام تحريض المخاض أو وجود مضاعفات.

المشكلات المرتبطة بتمدد عنق الرحم

قد يحدث تأخر أو عدم تقدم في التمدد، مما يستدعي تدخلاً:

  1. تأخر التمدد: عدم زيادة التوسع رغم انقباضات قوية، قد يؤدي إلى إرهاق أو ضائقة جنينية.
  2. تمدد سريع جدًا: نادر، لكنه قد يسبب تمزقًا في عنق الرحم.
  3. عدم تمدد كامل: يتطلب غالبًا ولادة قيصرية.

يُدار التأخر بطرق مثل تحريض دوائي، تمزق اصطناعي للكيس الأمنيوسي، أو راحة وتغيير وضعيات.

المراقبة والرعاية

  • يُقاس التمدد بانتظام أثناء المخاض لرسم منحنى التقدم (Partogram).
  • تشجيع الحركة، التنفس الصحيح، والترطيب لتسهيل العملية.
  • في حالات التحريض أو التدخل، مراقبة مستمرة لنبض الجنين.

تمدد عنق الرحم عملية حاسمة تعكس تقدم الولادة الطبيعية، وتتطلب متابعة متخصصة لضمان السلامة. يُوصى باستشارة الطبيب المختص في أمراض النساء والتوليد لتقييم الحالة الفردية أثناء المخاض، مع التركيز على الفحوصات الدورية لتحديد أي حاجة إلى تدخل طبي مناسب.

إقرأ أيضا:ما هو التمزق العجاني؟

Views: 3

السابق
تجلط الدم في الرحم أثناء الحمل
التالي
المشيمة الملتصقة : كل ماتودين معرفته