امراض الحمل والولادة

تجلط الدم أثناء الحمل: الأسباب، الأعراض، والإدارة الطبية

ما هو تجلط الدم عند الحامل وأعراضها

تجلط الدم أثناء الحمل

يُعد تجلط الدم أثناء الحمل (Venous Thromboembolism) أحد المضاعفات الخطيرة التي تزداد احتماليتها خلال فترة الحمل وبعد الولادة، حيث يشمل تجلط الأوردة العميقة في الساقين أو الانسداد الرئوي. يرجع ذلك إلى تغييرات طبيعية في نظام التخثر لدى المرأة الحامل، مما يزيد خطر التجلط بنسبة 4-5 أضعاف مقارنة بالنساء غير الحوامل. يُصيب هذه الحالة نسبة صغيرة من الحملات (حوالي 1-2 لكل 1000 حمل)، لكنه يُعد سببًا رئيسيًا للوفيات الأمومية إذا لم يُكتشف مبكرًا. يُمكن الوقاية منه والسيطرة عليه من خلال التقييم الطبي الدقيق والعلاج المناسب.

أسباب تجلط الدم أثناء الحمل

تحدث التغييرات الفسيولوجية الطبيعية في الحمل التي تزيد من خطر التجلط، وتشمل:

  1. زيادة عوامل التخثر في الدم (مثل الفيبرينوجين) وانخفاض عوامل مضادة للتخثر.
  2. ضغط الرحم المتزايد على الأوردة الحوضية، مما يبطئ تدفق الدم في الساقين.
  3. انخفاض الحركة أو الراحة الطويلة، خاصة في الأشهر الأخيرة أو بعد الولادة القيصرية.

تشمل عوامل الخطر الإضافية التي تزيد من احتمالية تجلط الدم أثناء الحمل:

  • تاريخ سابق لتجلط الدم أو عوامل وراثية (مثل عامل لايدن أو متلازمة مضادات الفوسفوليبيد).
  • السمنة أو زيادة الوزن الزائدة.
  • كبر سن الأم (فوق 35 عامًا) أو حمل متعدد.
  • الولادة القيصرية أو الراحة الطويلة في السرير.
  • أمراض مصاحبة مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، أو التدخين.

أعراض تجلط الدم أثناء الحمل

تختلف الأعراض حسب موقع التجلط، وتشمل:

إقرأ أيضا:اسباب تحجر بطن الحامل
  1. تجلط الأوردة العميقة (في الساقين): تورم مفاجئ في ساق واحدة، ألم أو حساسية عند اللمس، احمرار أو دفء في الجلد.
  2. الانسداد الرئوي: ضيق تنفس مفاجئ، ألم صدري حاد يزداد مع التنفس، سعال دموي، تسارع نبض القلب، أو دوخة.
  3. أعراض عامة: إرهاق شديد أو حمى خفيفة.

يجب التوجه فورًا إلى الطوارئ عند ظهور هذه العلامات، حيث قد تكون مهددة للحياة.

مضاعفات تجلط الدم أثناء الحمل

إذا لم يُعالج تجلط الدم أثناء الحمل، قد يؤدي إلى:

  1. انسداد رئوي يهدد الحياة.
  2. نقص أكسجين للجنين، مما يسبب تقييد نمو أو ولادة مبكرة.
  3. متلازمة ما بعد التجلط (ألم مزمن وتورم في الساقين).
  4. زيادة خطر التكرار في حملات لاحقة.

تشخيص تجلط الدم أثناء الحمل

يعتمد التشخيص على:

  1. الفحص السريري وتقييم عوامل الخطر.
  2. الأشعة فوق الصوتية بالدوبلر للكشف عن التجلط في الساقين (آمنة للحمل).
  3. تحاليل دم لقياس دي-دايمر (مؤشر للتخثر)، مع فحوصات إضافية مثل التصوير المقطعي للرئتين في حال الاشتباه بالانسداد الرئوي (مع حماية الجنين).

علاج تجلط الدم أثناء الحمل

يُركز العلاج على أدوية آمنة للجنين:

إقرأ أيضا:الدوخة أثناء الحمل: أسبابها وكيفية التعامل معها
  1. مضادات التخثر مثل الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي (حقن يومية)، وهو الخيار الأول طوال الحمل.
  2. تجنب مضادات التخثر الفموية مثل الوارفارين، التي قد تسبب تشوهات جنينية.
  3. ارتداء جوارب ضاغطة وتشجيع الحركة الخفيفة.
  4. في الحالات الشديدة، دخول المستشفى أو علاجات إضافية.
  5. بعد الولادة، قد يُستمر العلاج لأسابيع مع انتقال إلى أدوية فموية إذا لزم.

الوقاية من تجلط الدم أثناء الحمل

يمكن تقليل الخطر من خلال:

إقرأ أيضا:ارتفاع كريات الدم البيضاء أثناء الحمل
  1. تقييم عوامل الخطر في بداية الحمل وإعطاء مضادات تخثر وقائية للنساء عاليات الخطر.
  2. الحركة المنتظمة، تجنب الجلوس الطويل، وشرب سوائل كافية.
  3. ارتداء جوارب ضاغطة في حالات الراحة الطويلة أو بعد الولادة القيصرية.
  4. الإقلاع عن التدخين وضبط الوزن.

تجلط الدم أثناء الحمل حالة خطيرة لكنها قابلة للوقاية والعلاج بفعالية عالية مع الرعاية الطبية المناسبة. يُوصى باستشارة الطبيب المختص في أمراض النساء والتوليد أو أمراض الدم فور ملاحظة أي أعراض مشبوهة مثل تورم الساق أو ضيق التنفس، لتقييم الحالة الفردية بدقة واتخاذ الإجراءات الوقائية أو العلاجية اللازمة، مما يضمن سلامة الأم والجنين.

Views: 0

السابق
اسباب تحجر بطن الحامل
التالي
علامات نقص البروتين عند الحامل: أهمية التغذية المتوازنة