الاكتئاب اثناء الحمل

يُعد الاكتئاب أثناء الحمل اضطرابًا نفسيًا شائعًا يصيب نسبة تصل إلى 10-15% من النساء الحوامل، ويتميز بمشاعر حزن مستمرة، فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، وتغييرات في الشهية أو النوم. يرجع ذلك إلى التغييرات الهرمونية السريعة، الضغوط النفسية المرتبطة بالحمل، أو عوامل سابقة مثل تاريخ اكتئاب أو نقص دعم اجتماعي. رغم شيوعه، إلا أنه يُعد حالة قابلة للعلاج، ويتطلب تشخيصًا مبكرًا لتجنب تأثيره السلبي على صحة الأم والجنين، حيث قد يزيد من خطر الولادة المبكرة أو انخفاض وزن الجنين.

أعراض الاكتئاب أثناء الحمل

تختلف الأعراض شدتها، لكن العلامات الرئيسية تشمل:

1. شعور بالحزن أو اليأس المستمر لأكثر من أسبوعين.
2. فقدان الطاقة أو الإرهاق الشديد غير المبرر بالتغييرات الجسدية للحمل.
3. اضطرابات في النوم (أرق أو نوم زائد) أو الشهية (فقدان أو زيادة الوزن).
4. صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات.
5. مشاعر ذنب مفرطة أو قلق شديد حول صحة الجنين.
6. أفكار انتحارية أو إيذاء ذاتي (تستدعي تدخلاً فوريًا).

قد تُخلط هذه الأعراض مع تغييرات الحمل الطبيعية، لذا يُفضل تقييمها من قبل متخصص.

أسباب وعوامل الخطر

تشمل العوامل الرئيسية:

1. تغييرات هرمونية سريعة تؤثر على كيمياء الدماغ.
2. تاريخ شخصي أو عائلي للاكتئاب أو اضطرابات نفسية أخرى.
3. ضغوط حياتية مثل مشكلات مالية، علاقاتية، أو فقدان سابق.
4. حمل غير مخطط أو مضاعفات طبية أثناء الحمل.
5. نقص الدعم الاجتماعي أو العزلة.

تأثير الاكتئاب على الأم والجنين

إذا لم يُعالج، قد يؤدي إلى:

1. على الأم: زيادة خطر اكتئاب ما بعد الولادة، أو صعوبة في الارتباط بالطفل.
2. على الجنين: ولادة مبكرة، انخفاض وزن عند الولادة، أو تأخر نمو.
3. طويل الأمد: تأثير على نمو الطفل العاطفي أو السلوكي.

التشخيص والعلاج

يُشخص من خلال مقابلات سريرية واستبيانات متخصصة، مع استبعاد أسباب جسدية أخرى. يشمل العلاج خيارات آمنة أثناء الحمل:

1. العلاج النفسي: مثل العلاج السلوكي المعرفي، الذي يُعد الخيار الأول.
2. الأدوية: مضادات اكتئاب محددة آمنة نسبيًا (مثل بعض مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية)، تحت إشراف طبيب نفسي ونسائي.
3. دعم اجتماعي: مجموعات دعم أو استشارة عائلية.
4. تغييرات نمط الحياة: ممارسة رياضة خفيفة، نظام غذائي متوازن، ونوم منتظم.

معظم النساء يتحسنن بشكل ملحوظ مع العلاج المناسب.

نصائح للوقاية والتعامل

• مناقشة المشاعر مع الطبيب في الفحوصات الدورية.
• بناء شبكة دعم من العائلة أو الأصدقاء.
• ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو اليوغا المناسبة للحمل.

الاكتئاب أثناء الحمل حالة شائعة وقابلة للعلاج، وطلب المساعدة خطوة إيجابية نحو صحة أفضل. يُوصى باستشارة الطبيب المختص في أمراض النساء والتوليد أو الطب النفسي فور ملاحظة أعراض مستمرة، لتقييم الحالة الفردية بدقة ووضع خطة علاجية مناسبة تضمن سلامة الأم والجنين.

Views: 0