اسباب ظهور الدم في حليب الثدي

يُعد ظهور الدم في حليب الثدي (المعروف أيضاً باسم bloody milk أو rusty pipe syndrome في بعض الحالات) حالة شائعة نسبياً خلال فترة الرضاعة الطبيعية، خاصة في الأسابيع الأولى بعد الولادة. غالباً ما يكون هذا الدم حميداً ومؤقتاً، ولا يشكل خطراً على الطفل، حيث يُعتبر حليب الأم آمناً للرضاعة في معظم الحالات. ومع ذلك، يجب مراقبته بعناية لاستبعاد أسباب أخرى نادرة. فيما يلي شرح مفصل للأسباب الرئيسية، مقسمة حسب الشيوع والنوع، مع الأعراض المصاحبة، التأثيرات، والإرشادات العملية بناءً على أحدث المعرفة الطبية حتى عام 2025.

الأسباب الشائعة والحميدة لظهور الدم في حليب الثدي

• متلازمة الأنبوب الصدئ (Rusty Pipe Syndrome): أكثر الأسباب شيوعاً، تحدث في الأيام أو الأسابيع الأولى بعد الولادة بسبب زيادة تدفق الدم إلى الثدي أثناء تطور القنوات اللبنية. يظهر الحليب بلون صدئ أو وردي أو بني بسبب خلايا دم قديمة، ويختفي تلقائياً خلال أيام إلى أسبوعين.
  • أعراض مصاحبة: دم في الحليب من كلا الثديين، بدون ألم شديد أو كتل.
  • التأثير: آمن تماماً للطفل، ولا يحتاج إيقاف الرضاعة.
• تشقق أو جروح في الحلمة: يدخل الدم من الشقوق السطحية في الحلمة إلى الحليب أثناء الرضاعة، خاصة بسبب الالتصاق غير الصحيح أو الشفط القوي.
  • أعراض مصاحبة: ألم في الحلمة، دم طازج أحمر في الحليب من ثدي واحد غالباً، أو نزيف خفيف من الحلمة.
  • التأثير: آمن للطفل بكميات قليلة، لكن يزيد خطر العدوى إذا لم يُعالج.
• احتقان الثدي أو انسداد القنوات: يسبب تمزقاً صغيراً في الأوعية الدموية داخل الثدي بسبب الضغط الزائد.
  • أعراض مصاحبة: كتل مؤلمة، تورم، ودم بني أو وردي.
  • التأثير: مؤقت، ويختفي مع تصريف الحليب.
• زيادة النشاط الوعائي في الثدي: تحدث خلال الحمل أو بداية الرضاعة بسبب التغيرات الهرمونية، مما يؤدي إلى تسرب دم خفيف إلى القنوات.

الأسباب النادرة التي تستدعي تقييماً طبياً

• ورم حميد أو داخل القناة (Papilloma): نمو حميد داخل قناة لبنية يسبب إفرازاً دموياً، غالباً من ثدي واحد.
  • أعراض مصاحبة: إفراز دموي مستمر خارج الرضاعة، أو كتلة ملموسة.
• التهاب الثدي أو الخراج: يسبب دماً مع قيح أو إفرازات غير طبيعية.
• سرطان الثدي: نادر جداً أثناء الرضاعة، لكنه ممكن، خاصة إذا كان الدم من ثدي واحد مع كتلة ثابتة.
  • علامات تحذيرية: دم مستمر، كتلة غير مؤلمة، تغيرات في جلد الثدي، أو إفراز من حلمة واحدة فقط.

التأثير على الطفل والرضاعة

• في معظم الحالات الحميدة: كمية الدم قليلة جداً ولا تؤذي الطفل؛ قد يسبب برازاً أسود مؤقتاً (بسبب هضم الدم)، لكنه آمن.
• يُسمح بالاستمرار في الرضاعة إلا في حالات نادرة ينصح الطبيب بإيقاف مؤقت.

إرشادات عملية للتعامل مع ظهور الدم في الحليب

• راقبي اللون والكمية: إذا كان صدئاً أو وردياً خفيفاً ومن كلا الثديين في الأسابيع الأولى، فهو غالباً طبيعي ويختفي لوحده.
• استمري في الرضاعة أو الشفط لتصريف الحليب وتجنب الاحتقان.
• عالجي تشقق الحلمة بكريم لانولين نقي أو حليب الأم نفسه، وصححي الالتصاق مع مساعدة متخصص.
• شفطي الحليب وافحصيه بصرياً؛ إذا كان الدم كثيراً، يمكن تجميده واستخدامه لاحقاً أو التخلص منه مؤقتاً.
• حافظي على نظافة الثدي وتجنبي الصابون القاسي.

متى يجب استشارة الطبيب فوراً؟

• إذا استمر الدم أكثر من أسبوعين أو زاد في الكمية.
• دم أحمر طازج مستمر من ثدي واحد فقط.
• ظهور كتلة، ألم شديد، حمى، أو إفرازات غير طبيعية.
• أي تغيير في شكل الثدي أو الحلمة.

ظهور الدم في حليب الثدي غالباً ما يكون حميداً ومؤقتاً، خاصة في بداية الرضاعة، ولا يمنع الاستمرار في تقديم أفضل تغذية للطفل. ومع ذلك، يُنصح دائماً بمراقبة دقيقة واستشارة طبيب أمراض نساء أو طبيب أطفال عند أي قلق لتقييم شخصي شامل، يشمل فحصاً سريرياً أو تصويراً إذا لزم الأمر، مما يضمن سلامة الأم والطفل وراحتهما على المدى الطويل أثناء هذه المرحلة الحساسة.

الأسئلة الشائعة (FAQ)

هل يجوز إرضاع الطفل عند وجود دم في الحليب؟

نعم، طالما كانت كمية الدم قليلة والأم لا تشعر بألم شديد.

هل الدم يغير طعم الحليب؟

قد يصبح طعمه معدنيًا قليلًا، وقد يرفضه الطفل مؤقتًا.

متى يكون ظهور الدم خطرًا؟

إذا كان مستمرًا، بكميات كبيرة، أو مصحوبًا بألم وحرارة.

هل تحتاج الأم لإيقاف الرضاعة؟

لا، إلا إذا كان الألم شديدًا أو وصف الطبيب غير ذلك.

Views: 4