رحلة الحمل

أسباب نعاس الحامل في الشهور الأولى

أسباب نعاس الحامل في الشهور الأولى

أسباب نعاس الحامل في الشهور الأولى

يُعد النعاس الشديد أو الإرهاق المستمر أحد الأعراض الشائعة جدًا في الثلث الأول من الحمل (الأشهر الثلاثة الأولى)، ويُصيب نسبة كبيرة من النساء الحوامل، حيث يصل إلى 80-90% في بعض الدراسات. يُعتبر هذا النعاس تغييرًا فسيولوجيًا طبيعيًا يرجع إلى التكيفات الهرمونية والجسدية السريعة التي يمر بها الجسم لدعم نمو الجنين. رغم إزعاجه، إلا أنه غالبًا ما يتحسن تدريجيًا مع دخول الثلث الثاني. في هذا المقال، نستعرض الأسباب الرئيسية لنعاس الحامل في الشهور الأولى، مع نصائح للتعامل معه.

الأسباب الهرمونية الرئيسية لنعاس الحامل في الشهور الأولى

ترجع معظم حالات النعاس إلى التغييرات الهرمونية السريعة، وتشمل:

  1. ارتفاع هرمون البروجستيرون: يزداد مستوى هذا الهرمون بشكل ملحوظ منذ الأسابيع الأولى للحفاظ على بطانة الرحم ودعم الحمل. يُسبب البروجستيرون تأثيرًا مهدئًا على الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى شعور بالنعاس والإرهاق، مشابهًا لتأثيره في مرحلة ما قبل الدورة الشهرية لكنه أقوى.
  2. ارتفاع هرمون الحمل (البيتا اتش سي جي): يرتفع هذا الهرمون بسرعة في الأسابيع الأولى، ويرتبط بأعراض مثل الغثيان والنعاس، حيث يؤثر على التمثيل الغذائي ويسبب إرهاقًا عامًا.
  3. تغييرات في هرمونات أخرى: مثل انخفاض نسبي في هرمون الإستروجين في البداية، أو تأثير هرمون الريلاكسين الذي يساعد في استرخاء العضلات والأربطة.

الأسباب الجسدية والفسيولوجية لنعاس الحامل في الشهور الأولى

بالإضافة إلى الهرمونات، تساهم تغييرات جسدية أخرى في الإرهاق:

إقرأ أيضا:مراحل الحمل الأولى وعلاماتها: دليل شامل للثلث الأول
  1. زيادة إنتاج الدم: يبدأ الجسم في إنتاج كميات أكبر من الدم لتغذية المشيمة والجنين، مما يرهق القلب والأوعية الدموية ويسبب إرهاقًا.
  2. انخفاض ضغط الدم ومستويات السكر: ينخفض ضغط الدم طبيعيًا في الثلث الأول، مما يقلل تدفق الدم إلى الدماغ مؤقتًا، بالإضافة إلى تقلبات السكر بسبب الغثيان.
  3. اضطرابات النوم: كثرة التبول ليلاً بسبب ضغط الرحم على المثانة، أو الغثيان، أو القلق النفسي، مما يقلل جودة النوم.
  4. زيادة التمثيل الغذائي: يعمل الجسم بجهد أكبر لتكوين المشيمة والأعضاء الجنينية، مما يستهلك طاقة إضافية.

عوامل أخرى مساهمة في نعاس الحامل في الشهور الأولى

قد تزيد بعض العوامل من شدة النعاس:

  • نقص الحديد أو فقر الدم المبكر.
  • التوتر النفسي أو القلق حول الحمل.
  • سوء التغذية أو نقص الفيتامينات، خاصة فيتامين ب12 أو د.

نصائح للتعامل مع نعاس الحامل في الشهور الأولى

يمكن تخفيف النعاس باتباع إرشادات بسيطة:

  1. الحصول على قسط كافٍ من النوم (8-10 ساعات ليلاً مع قيلولة قصيرة نهارًا).
  2. تناول وجبات صغيرة متكررة غنية بالبروتين والكربوهيدرات المعقدة للحفاظ على مستويات السكر.
  3. شرب سوائل كافية وممارسة رياضة خفيفة مثل المشي.
  4. تجنب الكافيين الزائد والأطعمة الثقيلة قبل النوم.
  5. استشارة الطبيب إذا كان النعاس مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الاكتئاب أو فقر الدم.

نعاس الحامل في الشهور الأولى عرض طبيعي يعكس جهد الجسم في بناء حياة جديدة، ويقل تدريجيًا مع استقرار الهرمونات. يُوصى باستشارة الطبيب المختص في أمراض النساء والتوليد إذا استمر النعاس بشكل شديد أو صاحبه أعراض أخرى، لتقييم الحالة الفردية بدقة واستبعاد أي أسباب إضافية، مما يضمن راحة الأم وصحة الحمل.

إقرأ أيضا:مشروبات تخفض سكر الحمل: خيارات آمنة وفعالة مدعومة طبيًا

Views: 3

السابق
تورم القدمين خلال الحمل: الأسباب والعلاجات
التالي
تغيرات البول الطبيعية خلال فترة الحمل